ابن بطوطة (٢)
السلام عليكم يا أصدقاء
وعدتكم أن أكمل لكم قصتي و أخبركم المزيد عن رحلاتي و مغامراتي
ف بعد أن أكملت رحلتي إلى الحج و الحمدلله اتجهت إلى
العراق و بلاد فارس
دخلت مدينة البصرة ذات البساتين الكثيرة و الفواكه الأثيرة، ثم تابعت طريقي إلى (عبدان) و منها إلى أصفهان و منها توجهت إلى (شيراز) ذات الاسواق الحسنة و الأنهار العذبة و أعجبت بنسائها المستورات ذوات الدين و العفاف حيث أنهن يجتمعن بكامل احتشامهن لسماع الواعظ (الشيخ) كل يوم اثنين و خميس و جمعة بالجامع الأعظم فربنا اجتمع الألف و الألفان ماشاء الله
ثم توجهت صوب بغداد عاصمة الدولة العباسية فمتعت نظري بجسرها الممتدة و مساجدها العامرة و أطلت التجول في حماماتها المنتشرة في كل مكان، و في كل منها حوض للماء من الرخام الأبيض، و قد اتصل به أنبوبان أحدهما للماء الحار و الآخر للماء البارد
ثم حضرت فيها مشهد موكب السلطان وحوله الأمراء في حللهم الزاهية. وانتهزت هذه الفرصة فاجتمعت بالسلطان و قصصت عليه أخبار رحلتي، فأمر السلطان لي بجائزة مالية تعينني على إتمام رحلتي.
في اليمن السعيد
عدت من العراق و مررت بمكة المكرمة زائرا ثم اعتزمت الرحيل إلى اليمن. دخلت اليمن و زرت بلدة (زبيد) ثم غادرتها إلى (تعز) حيث التقيت بالسلطان و بقيت بضيافته ثلاثة أيام، و بعدها سافرت إلى صنعاء وهي مدينة كبيرة حسنة العمارة، معتدلة الهواء، طيبة الماء. و منها إلى (عدن) إلى أن وصلت الشاطىء الأفريقي، و انعطفت شرقا إلى (ظفار) في جنوب الجزيرة العربية، التي كانت تنبعث منها رائحة كريهة لكثرة ما يباع فيها السمك و يؤكل، حتى أن الماشية تتغذى على السمك، و لكن أهلها أهل تواضع و حسن أخلاق و محبة للغرباء.
و زرت بعد ذلك عمان و مسقط و البحرين و شهدت هناك صيد اللؤلؤ، و رأيت الغواص كيف يصنع كساء لرأسه من عظم السلحفاة، كما يسد أنفه بمشبك من العظم، ثم يربط حبلا في وسطه و يغوص.
عائشة ديب