5/04/2016

ابو هُريرة


السلام عليكم ياأصدقائي، 
جئتكم من عهد خير الخلق سيدنا محمد ﷺ، 
هاجرت مع أمي من اليمن إلى رسول الله.. فرأيته ﷺ و بايعته على السمع و الطاعة في العسر و اليسر، و طلبت من رسول الله الدعاء، 
فكان عليه الصلاة و السلام يقول :" اللهم حبب عبيدك هذا و أمه إلى عبادك و حببهم إليك"

بقيت في المدينة و لم أعد إلى اليمن، أدركت فضل المهاجرين و الأنصار و علمت أن اللحاق بركب الذين سبقوني ليس بالأمر السهل فقد فاتتني سنوات و سنوات كنت خلالها بعيدا عن الإسلام 
فقررت أن ألزم المسجد و أصحب الرسول ﷺ و أنهل من علمه دون أن يشغلني شاغل عن ذلك.. فقد هاجرت إلى الله و رسوله مؤثرا الغربة لأحظى بشرف الصحبة

ومن ثم صرت شديد الحرص على ملازمة رسول الله ﷺ في الليل و النهار و الحلِّ و الترحال، حتى نسيت الدنيا و مافيها ، فتفرغت لملازمة النبي عليه الصلاة و السلام فكان إذا جلس الرسول جلست إليه و إذا تحدث أصغيت و إذا تحرك تابعته و إذا قام رافقته و صار شغلي الشاغل أن أتعلم منه فلا أنسى

هكذا عشت، مشغولا عن شؤون معاشي و حاجتي من الطعام و الشراب، يكفيني القليل مما يجود به عليه النبي أو الصحابة، فكنت أُرى أكثر وقتي جائعا، و أحيانا كنت أسقط على الأرض فأقول مالي جنون .. مابي إلا الجوع
نعم لقد بلغ الأمر بي هذا المبلغ لشدة حرصي على صحبة رسول الله ﷺ و أخذي العلم عنه.

ولقد أوتيت بفضل الله ذاكرة قوية و ربما كان فراغ معدتي من حشو الطعام قد أوقد ذاكرتي و زاد من قدرتي على الحفظ و التركيز.. فحفظت أحاديث رسول الله
و لكن كنت إذا خفت أن يضيع مني حرف ذهبت إلى رسول الله ﷺ و شكوت  له فيدعو لي فأصبحت لا أنسى حرفا منا علمني

و هكذا أصبحت ذَا قدرة هائلة على الحفظ و التذكر ببركة حبي الشديد للنبي و صحبته و ببركة صدقي و إخلاصي  و دعاء الرسول ﷺ لي..

و قد تحقق أملي فحفظت خمسة آلاف و ثلاثمئة و أربعة و سبعين حديثا من حديث رسول الله ﷺ و تصدرت الحفظة الرواية بغزارة حفظي 

وهكذا بارك لي  الله في السنوات الأربع التي عشتها مع النبي ﷺ فصارت عُمرا وحدها

فلما انتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى أخذت أحدث الناس بحديثه و  أملي عليهم مما سمعت منه ﷺ

هل عرفتم من أنا؟؟ سأساعدكم..

لقد كنت أحب الحيوانات كثيرا و أعطف عليها، و ألاعب القطط، فرآني المصطفى عليه الصلاة و السلام يوما و في كمي هرة فناداني "يا أبا هُريرة " فاشتهرت بهذا الاسم بين الصحابة

أتمنى أن تكونوا قد استفدتم من قصتي.. 

عائشة ديب