الخوف.. من أبشع المشاعر يلي ممكن نعيشها..
سواء كنا كبار أو صغار
أي شي بيسلب مني الطمأنينة و بيزرع محلها القلق حيكون شي كريه بالنسبة الي..
الخوف هو الهم الكبير اللي عم حاول حاربه بإيماني و بطلب العون من ربي عليه و على هالأيام الصعبة
حجم هالشعور و تأثيره بيختلف من شخص لشخص.. و الظروف بتلعب فيه دور كبير..
مؤخرا عم حس بعلامات خوف على ابني كرم ما كانت تظهر عليه من قبل..
زمان كان يفكر حاله الشجاع البطل اللي بدو يصير طيار..
هلأ ما عاد فتح سيرة الطيران.. و صار يموت خوف كلما سمع صوت طيارة
..
بيخاف من دقة الباب..
بيخاف من رنة الجرس..
رجع يخاف من العتمة..
يخاف مني !
خوفه أحيانا عم يدفعه لإنو يكذب.. لو تشاجر شوي مع ابن عمه بالبيت.. أو خرب شي من الأغراض أو الأثاث..
تغيير ملحوظ شفته بوضوح..
مين مخرب سلة الورد عالبلكون ؟
ماما مو أنا.. هاد سامي خربهم
فرض المزيد من الأوامر و العقوبات ما رح يحل الموضوع..
و هالتغيير شي طبيعي كتير تنتجه ظروفنا الصعبة
فكرت بطريقة تكسر حدة خوفه مني..
طريقة بتكسر الخوف بدون ما تكسر المهابة..
تكشفلي شو عم يخبي عني و تعزز الصداقة بيني و بينه..
جلسة اعتراف مغلقة.. 🚪
قعدنا أنا و غزل و كرم بغرفتنا لوحدنا..
و قلتلهم اليوم رح نعترف بمشاغبات صغيرة عملناها و خبيناها..
بشرط ما نزعل من بعض و وعد انو ما عاقبهم أي عقوبة
رح سامحهم أكيد.. بهي الجلسة نحنا أصدقاء حلوين و بس
" أنا كمان لما كنت صغيرة بعمركم ساويت أشياء سرية ما خبرت ماما عنها 🙊🙊"
بدي يحسو اني إنسان طبيعي متلهم.. و مريت بنفس المراحل اللي مرو فيها
بالبداية تفاجؤوا و فتحو عيونهم
" ـ ماما انتي كنتي مشاغبة ؟؟!!! "
" ـ مو كتييير.. بس اي طبيعي الأطفال يعملو حركات صغيرة "
مثلا..
مرة كانت تيتة نايمة و أنا دخلت لغرفتها و حطيت حمرة
بدون ما تحس عليي 🙊🙊
شششش ما تخبرو حدا 🙊
غزل بدت تحكي بتردد..
" ممم.. ماما أنا مرة لبست فستانك الأزرق لما كنتي عم تحممي حلا..
حبيت شكلي فيه عالمراية.. خبيته بسرعة قبل ما تطلعي من الحمام 🙊 "
ممم هاد التصرف مو صحيح يا غزولتي ☝️
وعدتك انو ما في عقاب..
بس عندي اقتراح
المرة الجاية لما تحبي تجربي قطعة من تيابي.. خبريني.. بسمحلك تجربيها لدقايق قليلة.. و ممكن آخدلك صورة و نضحك شوي.. و نقضي وقت حلو بدون ما نخبي على ماما.. اتفقنا
؟
وصل الدور لعند كرم..
بدا يحكي الكلمات ببطئ و خجل.. عم تطلع منو الكلمات على مهل.. متل طفل خجول متخبي ورا باب و عم يتقدم خطوة خطوة خجولة.. 🙊
" ماما.. ممممم.. أنا يلي... أنا يلي خربت الزريعة عالبلكون
بس صدقيني مو بقصدي
كنت بدي اقطف منهم وردة لتيتة
"
" يا حبيبي.. كلنا بتصير معنا أخطاء.. بس مو لازم نزيد عدد الأخطاء بالكذب أبدا.. ما بيكفي انك خربت الورد؟ كمان كذبت و اتهمت ابن عمك بإنو هو اللي خربهم.. و هيك عملت أخطاء أكتر.. بدل ما تصلح الخطأ الأول
..
مو أنا صديقتك؟ لازم تجي تقلي يا ماما صار معي خطأ و بتعتذر.. و أن رح كون فرحانة لصدقك أكتر ما ازعل من الخطأ..
بعد شوي بدنا نعتذر من تيتة.. و نقلها كرم كان قصدو يهديكي وردة
بس أخطأ التصرف و رح ينتبه أكتر بالمرات الجاية
"
بس هيك.. بدووون عقاب و لا زعل
ابتسم و أشرق كأنو كان حامل حمل كبير على ظهره الصغير و تخلص منه
..
و هيك مضينا ساعة كاملة ما بين اعترافات و ذكريات
حسستهم انو ماما مو وحش نخاف منو..
و عرفت أنا شو كان مخبى ورا ظهري
و عرفت انو هالجلسات كتير مهم تتكرر.. حتى لو صارو كبار
لحتى يتعودو دائما ما يخبو عني شي.. و كون بيت سرهم الدافي..
و عرفت انو كرم بحاجة لدعم معنوي أكبر..
خليه يسمعني و انا عم احكي عنو قديه هو بطل و شجاع..
و ناديه كل يوم.. تعال يا بطل..
أحسنت يا قوي
أنا فخورة فيك يا شجاع..
حملو مسؤوليات صغيرة تخليه يتغلب على خوفه
أيامنا ما بتنفع معها القلوب الضعيفة..
بآخر اليوم لعبنا لعبة حمل الأثقال و فرحو الولاد بالنقاط اللي أحرزوها.. و بعدها نامو من التعب..
بقيت سهرانة لحالي.. و قلبي و فكري مع أيمن.. اللي لا زال ورا القضبان..
يا ترى كيف عم يواجه الخوف اللي عايش فيه ؟
و بأي نوع من الاعترافات رح يعترف ؟
يتبع..