6/23/2015

مذكرات عائلة 8

  مذكرات عائلة  8. 

أثناء جولتي بالسوق..  استوقفني مشهد..  وجع قلبي..  

أم كانت منتظرة سيارة التاكسي و يبدو انها انتظرت كتير ..  حاملة بإيدها كياس أغراضها و على وجهها ملامح تعب على غضب على توتر .. 
معها بنت صغيرة ..  بتوقع عمرها حوالي أربع سنوات . 

بيوصل التاكسي و الأم بتقول يلا..  يبدو البنت شاردة أو ما سمعت صوت امها..  و إذ بهالأم بتشد اذن بنتها بقوة و بتسحبها منها عالسيارة!! بطريقة قاسية وجعتلي اذني أنا   

البنت بتصرخ من وجعها و بتبكي بصوت عالي..  بترجع امها بنظرة حاادة بتسكرلها تمها و بتقلها " شششششش و لا صوت "  ..
  بتسكر البنت تمها و بتبلع بكوتها متل ما منبلع جرعة الدوا المر و بتطلع بالسيارة ليكملو طريقهم.. 

 شكّيت انو هالست هي فعلا أم لهالطفلة!! 

تضاربت بعقلي الأفكار و صرت حاور حالي و احتار
صرت قول : ما بتعرفي يا ريحان شو مخلي هالست تكون تعبانة و معصبة لهالدرجة..  او هالبنت اديه ممكن تكون عذبتها بمشوارها..  معقول رح تكوني أحن عالبنت من أمها ؟ لا تفسري الأمور عن بعد

بس لأ لأ..  البنت صغيرة ما في سبب يخليها تستاهل هالعنف  أكيد انو المشهد من بعيد بيخفي تفاصيل توضح سببه..  و ياما منفهم مواقف غلط لأنا منشوفها من بعيد و البعد بيخدع

بس ما في سبب بالدنيا يخلي إيذاء أي طفل يكون مقبول.. 

هالأم ما تورعت عن هالتصرف عالملأ و بمكان عام..  معناها بالخفاء شو بتساوي ؟  و بسبب شو؟  شو كان ذنب الطفلة ؟  انها شاردة و ما سمعت ؟ 

شعور مؤسف انك تخاف عالطفل من أمه و أبوه 

حتماً ما رح نكون أكثر حبا و حنية عالأطفال من أهاليهم بس هاد ما بينفي انو بعض الأهالي بيرتكبو بتربية أطفالهم أخطاء كااارثية..  بتحطم أطفالهم و بتشوّه نفسياتهم من جوا.. 

أخطاء و " ذنوب"  رح يتحاسبو عليها.. " كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيّته " 

  لما حدا من الكبار يصدر منه تصرف معيب..  يمكن أول تعيير بيتعيير فيه انو " قليل التربية "  ما تلقى ببيت أهله التربية الصحيحة ! 

وصلت للبيت و  عم اطلع عالدرج و هالصورة ما عم تفارقني.. 

فجأة !!!  بسمع ست مندهشة و  عم تقلي : " ريحاااااان ..!!  هي انتي؟!! " 

نفس ملامح الدهشة ارتسمت على وجهي !!  

" سلمى!!!  لك أهلا وسهلا شو هالصدفة بعد زمااان وين هالغيبة ؟ شوو جاية تزوري حدا عنا ؟   

 بتقلي"  زيارة طويلة..  اشترينا بيت هون..  جايين نسكن لنخلص نقل المفروشات "

 "  عم تمزحي !  سبحان الله هالدنيا كبيرة صغيرة  من أيام المدرسة تزوجتي و غابت أخبارك..  أنا ساكنة هون بالدور الثاني منتظرتك لما تشرفينا و نشرب القهوة سوا  "

 " أكييييد عنا حكي عن 16 سنة    "

سلمنا على بعض و تودعنا للقاء قريب ..  و رجعت كمل نهاري و معي شغلات جديدة احكيها لأيمن لما يرجع ..

فرحت بهالمفاجأة بعد مشوار السوق .. رفيقتي سلمى من أيام المدرسة زمااان .. تركت المدرسة لما كنا بالصف العاشر .. تزوجت و سافرت .. يبدو انهم رجعوا يستقرو بالبلد .. لساتها عفوية و محتفظة بملامح الخفة و الشقاوة .. لكنها مرسومة على وجه امرأة كبرت و صارت أم .

نور الأشقر