مذكرات عائلة 8.
أثناء جولتي بالسوق.. استوقفني مشهد.. وجع قلبي..
أم كانت منتظرة سيارة التاكسي و يبدو انها انتظرت كتير .. حاملة بإيدها كياس أغراضها و على وجهها ملامح تعب على غضب على توتر ..
معها بنت صغيرة .. بتوقع عمرها حوالي أربع سنوات .
بيوصل التاكسي و الأم بتقول يلا.. يبدو البنت شاردة أو ما سمعت صوت امها.. و إذ بهالأم بتشد اذن بنتها بقوة و بتسحبها منها عالسيارة!! بطريقة قاسية وجعتلي اذني أنا
البنت بتصرخ من وجعها و بتبكي بصوت عالي.. بترجع امها بنظرة حاادة بتسكرلها تمها و بتقلها " شششششش و لا صوت " ..
بتسكر البنت تمها و بتبلع بكوتها متل ما منبلع جرعة الدوا المر و بتطلع بالسيارة ليكملو طريقهم..
شكّيت انو هالست هي فعلا أم لهالطفلة!!
تضاربت بعقلي الأفكار و صرت حاور حالي و احتار
صرت قول : ما بتعرفي يا ريحان شو مخلي هالست تكون تعبانة و معصبة لهالدرجة.. او هالبنت اديه ممكن تكون عذبتها بمشوارها.. معقول رح تكوني أحن عالبنت من أمها ؟ لا تفسري الأمور عن بعد
بس لأ لأ.. البنت صغيرة ما في سبب يخليها تستاهل هالعنف أكيد انو المشهد من بعيد بيخفي تفاصيل توضح سببه.. و ياما منفهم مواقف غلط لأنا منشوفها من بعيد و البعد بيخدع
بس ما في سبب بالدنيا يخلي إيذاء أي طفل يكون مقبول..
هالأم ما تورعت عن هالتصرف عالملأ و بمكان عام.. معناها بالخفاء شو بتساوي ؟ و بسبب شو؟ شو كان ذنب الطفلة ؟ انها شاردة و ما سمعت ؟
شعور مؤسف انك تخاف عالطفل من أمه و أبوه
حتماً ما رح نكون أكثر حبا و حنية عالأطفال من أهاليهم بس هاد ما بينفي انو بعض الأهالي بيرتكبو بتربية أطفالهم أخطاء كااارثية.. بتحطم أطفالهم و بتشوّه نفسياتهم من جوا..
أخطاء و " ذنوب" رح يتحاسبو عليها.. " كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيّته "
لما حدا من الكبار يصدر منه تصرف معيب.. يمكن أول تعيير بيتعيير فيه انو " قليل التربية " ما تلقى ببيت أهله التربية الصحيحة !
وصلت للبيت و عم اطلع عالدرج و هالصورة ما عم تفارقني..
فجأة !!! بسمع ست مندهشة و عم تقلي : " ريحاااااان ..!! هي انتي؟!! "
نفس ملامح الدهشة ارتسمت على وجهي !!
" سلمى!!! لك أهلا وسهلا شو هالصدفة بعد زمااان وين هالغيبة ؟ شوو جاية تزوري حدا عنا ؟
بتقلي" زيارة طويلة.. اشترينا بيت هون.. جايين نسكن لنخلص نقل المفروشات "
" عم تمزحي ! سبحان الله هالدنيا كبيرة صغيرة من أيام المدرسة تزوجتي و غابت أخبارك.. أنا ساكنة هون بالدور الثاني منتظرتك لما تشرفينا و نشرب القهوة سوا "
" أكييييد عنا حكي عن 16 سنة "
سلمنا على بعض و تودعنا للقاء قريب .. و رجعت كمل نهاري و معي شغلات جديدة احكيها لأيمن لما يرجع ..
فرحت بهالمفاجأة بعد مشوار السوق .. رفيقتي سلمى من أيام المدرسة زمااان .. تركت المدرسة لما كنا بالصف العاشر .. تزوجت و سافرت .. يبدو انهم رجعوا يستقرو بالبلد .. لساتها عفوية و محتفظة بملامح الخفة و الشقاوة .. لكنها مرسومة على وجه امرأة كبرت و صارت أم .
نور الأشقر