مذكرات عائلة . 19 .
طيري يا طيارة طيري يا ورق و خيطااان
بدي ارجع بنت صغيرة على سطح الجيرااان
عم دندن مع فيروز بهالصباح الجديد و حضّر قهوتي بعد ما تيسرو عالمدرسة و الشغل بالسلامة..
دق دق دق.. حدا عم يدق عالباب بسرعة !!
وقع قلبي.. يا فتاح يا عليم.. شو في من الصبح!!
مبارح بالليل كان في شوية كركبة و مظاهرات و ملاحقات
بس هلأ من الصبح شو فيي
يا رب سترك..
مسكت قلبي و رحت افتح.. و اذ بتكون جارتي سلمى !!
فاتت لعندي معصبة و طالع خلقها
قالتلي :
" ريحان.. انا باعتة بنتي لعندك تاخد دروس بالعربي و لا دروس بالغرام؟ .. شو حاكيتيها؟ جاية عم تقلي الحب مو حرام و ما بعرف شو..!!"
قلتلها هلأ هاد اللي وصلك من الحديث ؟!!
على كل انا كنت بدي شوفك لنحكي عن هالموضوع
روقي و تعالي اشربي معي القهوة لندردش شوي..
قعدنا.. و سألتها.. " انتي مو ملاحظة اي تغييرات على بنتك روان؟ "
قالت" مبلى.. صايرة كسولة و ملولة و كتيرة نق و مفورتلي دمي..
الامتحانات عالبواب و هية عم تقيم نجوى كرم و تحط عمرو دياب لفضل شاكر لعبد الحليم من غنية لغنية..
عم خانقها و ما عم ترد!! بدي ياها تنجح بعلامات تبيض وجهنا و شوفها أحسن دكتورة و جوّزها أحسن جوازة
و هي مو آخد عقلها غير الرسم و الألوان و الورد و الديكور و الحكي اللي بلا طعمة!! "
سألتها.. " و هي حابة تصير دكتورة ؟
قالتلي " هيك لازم !! و هيك بدو أبوها "
يا الله كيف نحنا منعيش ظروف ما منحبها و منرجع منعيّشها لولادنا..!!
" سلمى... تعي نرجع بالذكريات انا وياكي لأيام الصف العاشر.. نسيتي كيف كنتي؟
نسيتي اديه كان طاير عقلك بابن الجيران؟!
و شو تحكيلنا و شو تغنيلنا؟!
أنا ما عم شجعها تحب على كيفها و لا تنغمس بشي ممكن يكون خطر عليها..
و لا تقصدت افتح هالسيرة.. بس البنت شاردة و مو معي و على كتبها راسمة قلوب و حروف.. كيف بدك حاكيها؟
أنا بس بدي ياها بس تعرف كيف تصون حالها و ما تكون لقمة سهلة لحدا... كلامي بيزعل شي؟
أيام زمان كانت الشغلة أسهل..
كنتي تسكري التلفزيون و تروحي مع بنتك لعند رفيقتها و يمكن يخطرلك تشوفي غراضها لو فيهم رسالة او هدية
و خلصنا..
هلأ في تلات اربع انواع أجهزة إلكترونية بين ايديهن و برامج دردشة و تواصل و كوارث اجتماعية
و الله بيعلم للمستقبل شو رح يطلع و شو رح نشوف..
ما فيكي تبني سور حوالي ولادك و تحجبي عنهم الدنيا..
بس فيكي تبرمجيهم عالصدق و الشرف و تقى ربهم..
لتكون رقابتهم على حالهم من ذاتهم.. من ضميرهم.. ما تغيب لما تغيب أمهم
رافقي بنتك سلمى..
رافقيها.. احكي معها عن كل شي بتحبو.. شاركيها الصور اللي بتحبها و روحو سوا عالسوق و خدي رأيها بقطعة التياب اللي رح تشتريها..
فضفضيلها عن مشاكلك الصغيرة..
عملو صالون بالبيت و خليها تحطلك ميكب و تحطيلها و تلخبطو و تضحكو و تعيشو أحلى الأوقات..
ارقصي معها عالغنية اللي بتحبها.. اطبخو سوا.. و صلوا سوا و اقرؤوا قرآن سوا
و اسأليها كيف بتتمنى تكون.. اسأليها عن رأيها بكل شي حواليها..
كوني بيت أسرارها.. اوعديها انك ما رح تخبري حدا عن حكاياتها الصغيرة.. حتى أخطاءها.. سامحيها مرة و عاتبيها مرة.. خليها ما تعرف ترتاح بالحكي لحدا بالدنيا متلك..
أحسن ما تحكي لرفيقتها المراهقة متلها و تاخد منها النصيحة الغلط..
طالعيها من جو العسكرية اللي معيشتيها فيه..
بتكسبيها سلمى.. و الله بتكسبيها..
و بتضلي رفيقتها الأولى و الأحلى و الأغلى..
و لا بتلاقي متلك حدا..
ولادنا.. حبايبنا.. بس ما لهم ملكنا..
في كلمة لسيدنا علي بن أبي طالب بحبها كتير
" ربوا أولادكم على غير ما تربيتم عليه.. فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم "..
دورك تنصحي و توجهي و تشرفي.. بس مو من حقك تختاري عنها و تسرقي حريتها بدعوى انك خايفة عليها..
طالما ما عم تعمل عيب و لا حرام.. تركيها تلحق شغفها و تختار المجال اللي بتلاقي حالها فيه..
الله خلقها حرة.. خليها تتمتع بالحرية طالما ضمن دائرة الحلال..
انقلب الوجه الغاضب لوجه مبتسم و قالتلي ييي وطي صوتك.. شو حرية ما حرية..!! الحيطان الها ادان
ااه يا ريحان.. ذكرتيني بحالي.. يمكن معك حق..
من خوفي عليها ضميتها و شديت الضمة لحتى خنقتها..
صار لازم عيد النظر بتصرفاتي.. قبل ما يفوت الأوان.. "
سلمى ما في أطيب منها من أيام المدرسة..
بس أحيانا مع مرور السنين و كترة ضغوط الحياة.. مننسى كيف كنا.. و منقعد تعبانين بزاوية وحدة و ما منشوف الأمور غير من طرف هالزاوية..
صبت فنجان قهوة تاني
و سألنا بعضنا سؤال السيدات المعتاد..
" شو نطبخ اليوم ؟ :/ "
يتبع...
نور الأشقر