8/26/2015

مذكرات عائلة ١٩

 مذكرات عائلة     . 19 . 

طيري يا طيارة طيري يا ورق و خيطااان
بدي ارجع بنت صغيرة على سطح الجيرااان

عم دندن مع فيروز بهالصباح الجديد و حضّر قهوتي بعد ما تيسرو عالمدرسة و الشغل بالسلامة.. 

دق دق دق.. حدا عم يدق عالباب بسرعة !! 
وقع قلبي..  يا فتاح يا عليم..  شو في من الصبح!! 
مبارح بالليل كان في شوية كركبة و مظاهرات و ملاحقات 
بس هلأ من الصبح شو فيي
يا رب سترك.. 

مسكت قلبي و رحت افتح.. و اذ بتكون جارتي سلمى !! 

فاتت لعندي معصبة و طالع خلقها
قالتلي :
 " ريحان..  انا باعتة بنتي لعندك تاخد دروس بالعربي و لا دروس بالغرام؟ .. شو حاكيتيها؟ جاية عم تقلي الحب مو حرام و ما بعرف شو..!!" 

قلتلها هلأ هاد اللي وصلك من الحديث ؟!! 

على كل انا كنت بدي شوفك لنحكي عن هالموضوع 

روقي و تعالي اشربي معي القهوة لندردش شوي.. 

قعدنا.. و سألتها..  " انتي مو ملاحظة اي تغييرات على بنتك روان؟ " 

قالت"  مبلى..  صايرة كسولة و ملولة و كتيرة نق و مفورتلي دمي.. 
 الامتحانات عالبواب و هية عم تقيم نجوى كرم و تحط عمرو دياب لفضل شاكر لعبد الحليم من غنية لغنية..
 عم خانقها و ما عم ترد!!  بدي ياها تنجح بعلامات تبيض وجهنا و شوفها أحسن دكتورة و جوّزها أحسن جوازة
و هي مو آخد عقلها غير الرسم و الألوان و الورد و الديكور و الحكي اللي بلا طعمة!! " 

سألتها.. "  و هي حابة تصير دكتورة ؟ 
قالتلي " هيك لازم !! و هيك بدو أبوها " 

يا الله كيف نحنا منعيش ظروف ما منحبها و منرجع منعيّشها لولادنا..!! 

" سلمى...  تعي نرجع بالذكريات انا وياكي لأيام الصف العاشر.. نسيتي كيف كنتي؟ 
نسيتي اديه كان طاير عقلك بابن الجيران؟! 
و شو تحكيلنا و شو تغنيلنا؟! 

أنا ما عم شجعها تحب على كيفها و لا تنغمس بشي ممكن يكون خطر عليها.. 
و لا تقصدت افتح هالسيرة.. بس البنت شاردة و مو معي و على كتبها راسمة قلوب و حروف.. كيف بدك حاكيها؟ 

أنا بس بدي ياها بس تعرف كيف تصون حالها و ما تكون لقمة سهلة لحدا... كلامي بيزعل شي؟ 

أيام زمان كانت الشغلة أسهل.. 
كنتي تسكري التلفزيون و تروحي مع بنتك لعند رفيقتها و يمكن يخطرلك تشوفي غراضها لو فيهم رسالة او هدية
و خلصنا.. 
هلأ في تلات اربع انواع أجهزة إلكترونية بين ايديهن و برامج دردشة و تواصل و كوارث اجتماعية 
و الله بيعلم للمستقبل شو رح يطلع و شو رح نشوف.. 
ما فيكي تبني سور حوالي ولادك و تحجبي عنهم الدنيا.. 
بس فيكي تبرمجيهم عالصدق و الشرف و تقى ربهم.. 
لتكون رقابتهم على حالهم من ذاتهم.. من ضميرهم.. ما تغيب لما تغيب أمهم

رافقي بنتك سلمى..  
رافقيها..  احكي معها عن كل شي بتحبو..  شاركيها الصور اللي بتحبها و روحو سوا عالسوق و خدي رأيها بقطعة التياب اللي رح تشتريها.. 
فضفضيلها عن مشاكلك الصغيرة.. 
عملو صالون بالبيت و خليها تحطلك ميكب و تحطيلها و تلخبطو و تضحكو و تعيشو أحلى الأوقات.. 
ارقصي معها عالغنية اللي بتحبها.. اطبخو سوا.. و صلوا سوا و اقرؤوا قرآن سوا

و اسأليها كيف بتتمنى تكون.. اسأليها عن رأيها بكل شي حواليها.. 
كوني بيت أسرارها..  اوعديها انك ما رح تخبري حدا عن حكاياتها الصغيرة..  حتى أخطاءها.. سامحيها مرة و عاتبيها مرة.. خليها ما تعرف ترتاح بالحكي لحدا بالدنيا متلك.. 

أحسن ما تحكي لرفيقتها المراهقة متلها و تاخد منها النصيحة الغلط.. 

طالعيها من جو العسكرية اللي معيشتيها فيه.. 
بتكسبيها سلمى..  و الله بتكسبيها.. 
و بتضلي رفيقتها الأولى و الأحلى و الأغلى.. 
و لا بتلاقي متلك حدا.. 

ولادنا..  حبايبنا..  بس ما لهم ملكنا.. 
في كلمة لسيدنا علي بن أبي طالب بحبها كتير 
" ربوا أولادكم على غير ما تربيتم عليه..  فإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم ".. 

دورك تنصحي و توجهي و تشرفي..  بس مو من حقك تختاري عنها و تسرقي حريتها بدعوى انك خايفة عليها.. 
طالما ما عم تعمل عيب و لا حرام..  تركيها تلحق شغفها و تختار المجال اللي بتلاقي حالها فيه.. 
الله خلقها حرة.. خليها تتمتع بالحرية طالما ضمن دائرة الحلال.. 

انقلب الوجه الغاضب لوجه مبتسم و قالتلي ييي وطي صوتك..  شو حرية ما  حرية..!!  الحيطان الها ادان 

ااه يا ريحان..  ذكرتيني بحالي.. يمكن معك حق..  

من خوفي عليها ضميتها و شديت الضمة لحتى خنقتها.. 
صار لازم عيد النظر بتصرفاتي.. قبل ما يفوت الأوان.. "

سلمى ما في أطيب منها من أيام المدرسة.. 
بس أحيانا مع مرور السنين و كترة ضغوط الحياة..  مننسى كيف كنا..  و منقعد تعبانين بزاوية وحدة و ما منشوف الأمور غير من طرف هالزاوية.. 

صبت فنجان قهوة تاني  
و سألنا بعضنا سؤال السيدات المعتاد.. 
"  شو نطبخ اليوم ؟  :/  "

يتبع... 

نور الأشقر