مذكرات عائلة بقلم نور الأشقر
قلوبنا.. مراية لكل الصور حوالينا.. شئنا أم أبينا..
صور بتنعكس جواتنا و بتغير فينا..
بسمع غنية كلماتها فرح بفرح.. بسمع غنية كلماتها حزن و آهات و دموع.. بطلع على سقيفة ذكرياتي و بنكش كل مواقف الزعل و الأحزان و بحطها و ببكي عليها..
بدخل على جروب للطبخ و بشوف هالوصفات الشهية و الصحون المرتبة.. بحس حالي بدي صير منال العالم و فوت عالمطبخ و اتفنن بالمالح و الحلو..
أفلام الآكشن و الضرب و القتل و مصاصي الدماء بتعطيني تشويق بلحظة مشاهدتها فقط..
بس انتبهت انها عم تأثر عليي عم تشحنني بالتوتر و التعصيب و النرفزة..
بدل ما حل مشاكل ولادي بحكمة و عقل.. بفوت لعندهم متل زورو و سبايدر مان و بدي حل خلافهم بكفين عالسريع و بكون خالصة..
اليوم..
دخلت لموقع عن تربية الأطفال..
قريت مقالااات و مواضيع و حسيت اني بقدر كون الأم المثالية..
و يا سلام شو عندهم حلول لمشاكل الأطفال و قصصهم
و يا عيني لو يكونو ولادي متل هالولاد الشاطرين المتعاونين و كون أنا الأم المبتسمة الحكيمة اللي بتغمر ولادها و بيتها بالحب و الرعاية..
تأثرت بمقال عن العصبية و قررت اني كتييير رح اتحكم بتعصيبي على ولادي لما يشاغبو
استقبلتهم من المدرسة بابتسامة و تغدينا و تحلينا و قعدو يدرسو شوي و دخلت انا لحمم حلا حمام سريع
سمعانة من غرفتهم صوت مناقرات.. بس عادي عم ابتسم متل ما اتفقت مع حالي..
و أصلا ما فيي اترك البنت بالحمام لحالها..
بعد شوي عليت الاصوات اكتر و بديت اسمع صوت أشياء عم تتطاير و تنضرب ببعضها..
خلصت حمام حلا عالسريع و عطيتها لأيمن يرتب شعراتها..
تتهنى يا ابن عمي.. مستغرق بالتلفزيون و مو حاسس بشي..
دخلت لعندهم.. شو في يا ماما
صارو ال2 يحكو سوا بصوت عالي و ما فهمت شي
بعد التحقيق فهمت انو كرم طلب من اختو غزل تصنعلو طيارة ورق صغيرة من صفحة بدفترها
و هي رفضت لانها عم تدرس و هو بالتالي عصب و شدلها شعرها ووو هي صرخت فيه وووو الخ.. قاضي الولاد شنق حالو..
اكتفيت بتنبيه صغير و قعدت كمل معهم دروسهم..
فجأة بيخطر لكرم يشخبط على دفتر اختو بعد ما كانت كاتبة واجبها عليه
و هديك تبكيييي تبكييييي و قامت تضرب اخوها..
هديتها شوي و خانقتو ..
و بكرا رح يعمل كل الأشياء المطلوبة من غزل.. رح يرتب سريرها و ألعابها و يشيل صحنها عالمطبخ
عقوبة الو ليوم كامل
طبعاً صار يبكي و ما كان يعرف يسكت لحد ما فجأة
منسكت كلنا بصوت ضرب رصاص قريب من شارعنا..
خفنا كتير.. ماما شو هاد!! شو في!!
ركدت غزل عالشباك تشوف شو صاير.. سحبها أيمن فورا خوفا عليها..
" بس يا بابا العصافير برا عالبلكون و أنا بخاف عليهن..
دخّلهم أيمن بسرعة للبيت.. و انا قلبي صار يدق.. يا ربي لطفك..
بهالأثناء كرم بيستحلي يقرص اختو الصغيرة من رجلها و يهرب..
هون انا طلع خلقي منو و اخدتو لغرفتو و ما كنت ام مثالية أبدااا.. و أكل قتلة و فشيت خلقي فيه
ضربتو على ايدو اللي آذى اخواتو فيها.. و على رجلو من محل ما وجع اختو الصغيرة..
حسيت بعدها انو مستحيل نكون عالواقع بالصورة المثالية اللي منشوفها لغيرنا عالنت و بالمقالات...
بس انا ما بدي استسلم..
عالأقل.. حاولت.. و خففت مرات غضبي
بوقت النوم اعتذر مني.. نام و حضنتو..
و أنا كمان غمضت عيوني على صورتهم البريئة و قررت اني دائما اشغل تفكيري بأحلى الصور.. خلي العقل يرتبها بهدوء و أنا نايمة..
لأبدا بتاني يوم نهار جديد
و ارسم فيه كل صورة حلوة