بتاريخي ارسم مستقبلي بقلم عائشة ديب
مرحبا يا أصدقاء.. أنا ضيفتكم لليوم..
ولدت في بريطانيا و انتقلت بعدها مع عائلتي للعيش في الولايات المتحدة الامريكية ..
جئتكم من أوائل القرن التاسع عشر .. حيث التمييز بين الذكور و الإناث كان سائدا جدا..أعلم أنه من الصعب أن تصدقوا تلك الأفكار المسبقة التي كانت في زماني و خاصة أنه لديكم الآن عالمات و طبيبات.. مديرات و قاضيات.. يمكن إيجاد النساء في كل المهن تقريبا..
عندما حاولت اقتحام عالم الطب الذي كان مجالا رجوليا آن ذاك.. واجهتني كل الصعاب و العوائق التي يمكن تخيلها.. لكني لم أتنازل عن حلمي بأن أكون طبيبة..
المرأة الطبيبة كانت تعتبر في ذلك الوقت أمرا غير طبيعي و لا يمكن تصوره..
عندما قررت أن أصبح طبيبة نصحني البعض أن أرتدي ثياباً رجالية.. وأن أطلق على نفسي اسم رجل..
لأنه بهذه الطريقة فقط يكون لدي احتمال قبول في كلية الطب ..
لكني كنت أريد تعزيز حرية النساء بنفس الدرجة التي أردت بها أن أصبح طبيبة.. لذلك أصريت أن أقدم طلبي كامرأة ..
وفعلا قدمت.. و لكن رفضت الطلبات ال ١٦ التي قدمتها بينما قُبل الطلب السابع عشر و قد حدث ذلك عن طريق الخطأ .. حيث أُصدر قرارٌ بقبول كل المتقدمين و لم ينتبهوا أن بينهم امرأة
درست الطب.. و بعد تخرجي سافرت إلى باريس لمواصلة تأهيلي العلمي .. لكن لم يوافق أي مستشفى على قبولي..
فانتقلت إلى لندن و حاولت بقدراتي الشخصية أن أتلقى تأهيلا أكثر تقدما.. و عندها أصبحت مستعدة للعمل كطبيبة.. و شعرت أن فرصي الأفضل هي في الولايات المتحدة الامريكية..
فسافرت إلى هناك..
لم أنجح في إيجاد أي طبيب في نيويورك على استعدادٍ لفتح عيادة مشتركة معي.. كما لم يوافق أحد على تأجيري مكانا لاستقبل فيه المرضى..
و عندما وافق أحد الأصدقاء على تأجيري غرفة في منزل يملكه.. سارع بقية السكان إلى المغادرة ..
لا شيء كان يستطيع كبح إصراري و لم أيأس.. فخلال سنتين افتتحت عيادة للنساء و الاطفال الفقراء..
و خلال ثلاث سنوات أقمت مع أختي و امرأة أخرى( كنت مصدر الهام لهما و كلتاهما حصلتا على الشهادة الطبية بدعم مني) العيادة النيويوركية للنساء و الاطفال الفقراء..
وهذه العيادة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.. و باتت فيما بعد تحظى باحترام كبير ..
بعد ذلك بأحد عشر عاما تم افتتاح كلية الطب للنساء بجانب العيادة..
ومع وفاتي كان في الولايات المتحدة الامريكية متدايقة عن سبعة آلاف طبيبة معتمدة..
هل عرفتم من أنا؟؟
أنا أول طبيبة في العالم الغربي
إ : إصرار على الحلم
ل : لا تيأس مهما سخر منك الجميع
ي : يريد أحدهم هدم حلمك فأرهم جماله
ز : زيِّن حياة الآخرين وألهمهم بأعمالك
ا : أول طبية في العالم الغربي
ب : بادر بأفكار الخير
ي : يصبح الكون في عينيك أجمل عندما ترى حلمك حقيقة
ث : ثابر بجد في تحقيق مبتغاك و لن يضيع جهدك ابدا
اليزابيث بلاكويل
عائشة ديب