12/30/2015

مذكرات عائلة ٣٤

مذكرات عائلة مع نور الأشقر  . 34 . 

كنت لسه طالبة ما تزوجت لما صارت هالحادثة المؤسفة عند جارتنا.. 
طفلها الرضيع توفى اختناقاً بحليب أمه و هو نايم جنبها بالليل.. كان عم يرضع و نام أثناء الرضاعة بجنبها و هي نامت.. در الحليب و تم البيبي و أنفه مسكر بكمية حليب كبيرة.. 
حادثة محزنة ما بنساها.. خلتني آخذ عهد على نفسي اني لما اتزوج و يجيني ولاد رح انتبه ما يصير معي هالموقف أبدا..

بس بعد الأمومة.. اكتشفت انو الموضوع مو بهالسهولة مع نوم الرضيع الغير منتظم و تعب الأم اللي عم ترعاه بالنهار و تتقسم نومتها بالليل.. 

تعذبت شوي.. و قريت معلومات عن هالموضوع بالنت و نجحت إلى حد ما.. بإني خلي حلا تنام بتختها بعد الرضاعة.. 

بس المشكلة الجديدة.. 
انها هلأ بعد ما وعيت و صار عمرها ثلاث سنوات.. راجعة هالعادة من جديد 
بنص الليل بتترك تختها و بتجي تنام بين أمها و أبوها 
إزعاج و نومة مكسرة.. الوالدين بينامو على كل جوانب السرير كرمال الديكتاتورية تنام بالنص و تاخد راحتها :/

جربت أكتر من وسيلة لإقنعها تنام بتختها.. 
جبتلها لعبة جديدة حبتها لتنام معها.. 
حكيتلها حكايا عن البنات الشاطرات اللي بيحبو تختهم.. 
ما في فايدة.. 
لحد ما فهمت.. انو هالعملية متل الفطام تماما.. 
بدها تفرغ لكم يوم متعبين و بعدها منرتاح.. 

صدر الفرمان بحظر النومة بتختي 
تفيق و تشرفنا بهالليل.. آخدها و رجعها و خليها تشوفني اني واقفة بعيد و منتظرتها تنام
و بكل مرة عيد نفس الجملة :
" النوم بتخت ماما ممنوع.. كل واحد لازم ينام بمكانه.. البنت الشاطرة الحلوة بتنام بتختها "
صوتها صار إزعاج للجيران أكتر من صوت الرصاص اللي برا.. تحملت و متت من نعسي  بس ضليت صامدة 

زدت الإضاءة بالغرفة شوي.. 
لأن الظلام بيعطي رسالة للعقل انو المكان مجهول.. 
" و العقل دائما بيخاف من المجهول و بيبدا يألف خيالات و خرافات و يصدقها.. "! 

بالآخر ذكرتها ببرنامج بتحبه على قناة للأطفال.. 
"  حلا.. بتحبي جوجو و ريحانة؟ تعالي ننام متل الولد الشاطر بالتلفزيون..  عطيني كفك 
صرت ساوي عليه حركات دائرية بإصبعي متل المشهد اللي بالتلفزيون.. لحتى نعست.. و قلتلها انا رايحة نام مشان نلعب الصبح سوا.. 

أول يوم.. بكيت و رجعت لحقتني.. 
التاني بكيت بس ما لحقتني.. 
اليوم الثالث.. سكتت و نامت.. 
رجعت لتختي و توقعت لاقيها جنبي بعد شوي 
لكن.. فقت و لا زالت بتختها..!! طار عقلي من الفرحة.. ما صدقت انها اقتنعت بالآخر 
يومين تلاتة كانو أسوأ من أيام الفطام.. بس حسمولي الموضوع و ريحوني.. 
الوصفة كانت عبارة عن.. شوية إصرار و صبر و تحمل للنعس و لصوت البكا بالليل.. قصص تراكمت على أيام بذهنها عن البنات الشاطرين اللي بينامو بمكانهم.. زيادة بسيطة لإضاءة الغرفة.. تطمين و إعطاء الشعور بالأمان.. و اني انا قريبة منها كتير.. هون بالغرفة اللي جنبها.. 
و خلصنا من هالمشكلة بنجاح.. 
حسيت بفرح الإنجاز أكتر من يوم البكالوريا 
و نمت نومة و لا ألذ 

يتبع.. 
نور الأشقر