مكتبة ماما
كتاب : كيف تربي أبناءك في هذا الزمان
للدكتور حسان شمسي باشا
( التلخيص 12)
أسعد الله أوقاتكم متابعي فقرة "مكتبة ماما".
تحدّثنا الأسبوع الفائت عن وصايا المؤلّف في تعليم أطفالنا الثقة بالنّفس وتحمّل المسؤولية، واليوم سنكمل إن شاء الله مع هذه الوصايا بالإضافة إلى وصايا الكاتب بخصوص مصروف الجيب والإسراف في الدّلال والعدل بين الأولاد.
- وصايا تربوية في تحمّل المسؤولية:
• عليك أن تكلّفي طفلك بين الحين والآخر، ـ وحسب سنّه ـ ببعض الأعمال المناسبة فليس مناسباً أن تطلبي من طفلك حمل شيء ثقيل.
• احرصي على التدرّج في تكليف طفلك ببعض الأعمال : فلا ترسلي طفلك ، لأول مرة ، إلى بقّالةٍ بعيدة ليشتري منها، ولاتبدئي بتكليفه بشراء سلع مرتفعة الثمن من أول مرة.
• لاتعنّفيه إذا أخطأ؛ فإذا أرسلته ليشتري شيئاً وعاد وقد أخطأ في عدّ النّقود، أو كسر ما اشتراه في الطريق، فلا تقولي له "ليتني ماأرسلتك"، أو "الحق عليّ أنّي وثقت بك واعتمدت عليك".
وإذا لم تنجح طفلتك في تنفيذ عملٍ من أعمال المنزل فلاتقولي لها "اذهبي مازلت صغيرة" أو " كان عليّ أن أفعل هذا بنفسي".
بيّني لطفلك خطأه بهدوء، وأفهميه أنّنا جميعاً نخطئ في بدايات تعلّمنا وأن الخطأ لايعني العجز أو الفشل.
• راقبيه وكوني معه في البدايات.
• لاتكلّفيه عملاً في وقت غير مناسب: فإذا كان يلعب مع أصدقائه ومنسجماً في لعبه فلا تقطعي عليه سعادته بتكليفه بعمل يحرمه من لعبه.
- وصايا تربوية بخصوص مصروف الجيب:
إنّ مصروف الجيب في واقع الأمر درسٌ في السّلوك له أهدافه المحدّدة، وينبغي تدريب الطفل على حسن استخدام النقود، وتحمّل مسؤوليات التصرف فيها.
لاتقولي لابنتك : ستحصلين ياعزيزتي على مبلغٍ كبير من المال لو ساعدت " ماما " في غسل الأطباق، وأنت لو سقيت أشجار الحديقة لك مصروف أكبر.
فبمثل هذه الأمور نعدّ أطفالنا لأن يعملوا الخير ثم يمدّوا أيديهم بعد ذلك يريدون أن يحصلوا على الثمن.
إننا قد نحوّلهم إلى مكتنزين وبخلاء إذا نحن رحنا نزرع في نفوسهم حبّ المال ، كما أننا قد ندفع بهم إلى أن يكونوا مسرفين إذا لم ندربهم على الإنفاق.
علّمي طفلك أنّ النقود ليست كل شيء في الحياة، وأنّ هناك الكثير من الأشياء لاتستطيع النّقود أن تشتريها، ولاتقدّر بمال، كالفضيلة والشرف والصدق.
- لاتسرف في الدلال:
الدلال فعل يغرس الأنانية في نفس الطفل، فينبغي على الأم غالباً أن تخفي عن ابنها حبّها الشديد له كي لايتخذه وسيلة لارتكاب أفعال قبيحة دون أن يخشى عاقبتها، فيصبح عنيداً قاسي الطّباع.
وكثيراً مايؤدّي الدلال إلى شدة التضييق والحرص على الأطفال، حتى إذا ذهب الطفل في نزهة ، جعلته أمه إلى جانبها ولم تسمح له بالابتعاد عنها، وبدأ يعكّر مزاج الآخرين فلا هو يلهو اللهو البريء، ولاهو يكفّ عن أنينه وضجيجه.
وتروي إحدى المربّيات أنها جيئت بطفلٍ أخرس مدلّل لمعالجته، وتبيّن فيما بعد أن الطّفل سليم، ولكن العلّة حدثت عندما كانت أمه تدرك من عينيه مايريد، فتلبّي طلباته دون أن يحتاج إلى إزعاج نفسه بالكلام ، ولمّا فُصِل عنها ووُضِع عند أقاربٍ له لايهتمّون به كثيراً أصبح من الناطقين.
- علم ابنك التخشّن:
من الضروري تعويد الطفل على التخشّن وعدم إجابة رغباته دائماً، خشية إفساده بالدلال والنعم، فيستحسن مثلاً أن يسير على قدميه مسافة تتناسب مع قوّته وسنّه، ومن الخير للطفل أن يتعوّد مهما كان غنيّاً على الاعتدال في المأكل والمشرب والملبس.
وعلينا كما يقول المربّون أن نمنع الطفل من ثلاثة أشياء:
1- التعوّد على التلذّذ ، فإن ذلك مفسد وضارٌّ له.
2- حبّ البطالة والكسل ، فينبغي أن يُدرَّب الصبي على العمل من أول حياته.
3- الإسراف في كل شيء، كي لايعتاد على الرغد والنعومة فالأحوال لا تدوم.
- "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم" حديث متفق عليه
فاعدلوا بين أولادكم في الحبّ والأموال والعطايا وفي كلّ شيء، تبرّكم أولادكم، وكم أخطأ أشخاص كتبوا أموالهم لبعض ورثتهم فأصبح الحقد والبغض بين الورثة.
وحثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المساواة بين الإناث والذكور في المعاملة، قال عليه الصلاة والسلام: "من كانت له أنثى، فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده ( قال : يعني : الذكور) عليها ، أدخله الله الجنة" رواه أبو داوود.
بهذه الوصايا أعزائي المربين ننهي الفصل الثاني من هذا الكتاب : وصايا تربوية - لنبدأ الأسبوع المقبل إن شاء الله مع فصلٍ جديد بعنوان "لعب الأطفال".
مريم سلهب