12/25/2015

كيف تربي أبناءك في هذا الزمان (١١)

مكتبة ماما من مريم سلهب  

             كيف تربي أبناءك في هذا الزمان                                                 للدكتور حسان شمسي باشا
                      ( التلخيص 11)

وصايا مؤلّفنا التربوية لهذا اليوم هي  :

1- علّم أطفالك الثقة بالنفس:
بعض الأطفال يخافون مقابلة الزوّار ، أو الظهور في مواقف معينة ، فلا يتكلمون  أو تظهر عليهم مشكلة " التأتأة" أو عوارض الخجل والاكتئاب.
وكثيراً مايكون سبب ذلك ضعف الثقة بالنفس ، وفقدان الشعور بالطمأنينة والاستقرار ، وذلك نتيجة أساليب التربية الخاطئة ، من تحذير مستمر ، وتأنيب متواصل ، أو غير ذلك.

أ- ماهي أسباب ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال:
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل يشعر بعدم الثقة بالنفس ، منها:

- الإكثار من الزّجر والتأنيب كلّما عبث الطفل بشيء؛ يبعث في النّفس الشعور بالقلق ، ويقلّل من ثقته بنفسه.

- تربية الطفل معتمداً على الآخرين، فلاتتركه أمه يتناول الطعام بنفسه أو يرتدي ملابسه بنفسه، كذلك تركه يعتمد على الخدم في كل أموره، يجعله  ينشأ تواكلياً اعتمادياً على الآخرين، فلاتنمو فيه الثقة والاعتماد على النفس.

- مقارنة الآباء بينه وبين طفلٍ آخر بغية تشجيعه على الدراسة مثلاً، كثيراً مايعطي المقصود، ولكنّه أحياناً قد يتسبّب في تثبيط عزيمته، وقد يفقد الثقة بنفسه.

- الإفراط في سيطرة الآباء على أطفالهم يشلّ حرّية التفكير عندهم.

- الشجار والمنازعات بين الوالدين تبعث في النفس الشعور بعدم الاستقرار أو الطمأنينة، مما يزعزع ثقة الطّفل بنفسه.

- إصابة الطفل ببعض العاهات كالبدانة أو النحافة الشديدة أو القصر أو العرج قد يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس.

ب- كيف نجعل أطفالنا يثقون بأنفسهم؟

لايمكن للطفل أن يثق بنفسه إلا حين نثق به، ونعهد إليه بتحمّل الأعمال التي يستطيع القيام بها، وندعو إخوته الذين هم أصغر منه سناً إلى طاعته واحترامه ، طالما هو يحترم إخوانه ويعطف عليهم.

إنّ الطفل يحب أن يقوم بالجزء الأكبر من العمل ، ولكن كلما زاد عليه الإلحاح شعر بالرغبة في العناد، وعدم القيام بمانطلب منه من أعمال.

إن المراقبة الحنونة للطفل، والكلام بهدوء معه ، والتوجيه المليء بالثقة ، وعدم منع الطفل من فعل إلا بعد الدخول في حوار يحسّ من خلاله بالحزم في قولنا ، وعدم إطلاق التوبيخات وكأنها قذائف صاروخيّة.......كل ذلك يساعد في بناء ثقة الطفل بنفسه.

2- علم ابنك تحمل المسؤولية:

لكي ينشأ الابن قادراً على مواجهة  الحياة ، لابدّ من تعليمه تحمّل المسؤولية منذ الصغر، والحقيقة أنه لايوجد وقت محدّد أو سنٌّ معيّنة تصلح لتكون بداية حاسمة لتحمل المسؤولية عند جميع  الأطفال، ولكن هناك قاعدة بسيطة تقول :

" عندما يبدي الصغير رغبة في القيام  بعملٍ من الأعمال مهما كان سنّه، فإن هذا الوقت هو الوقت المناسب له كي يتعلّم تحمّل المسؤوليّة في ذلك العمل".

وللأسف فإنّ كثيراً من الأمّهات والآباء يقومون بكلّ أعمال الطفل نيابة عنه، فيأمرونه أن يلبس ثيابه، ثم لايفعل، فيُلبسونه، ويلقي الطفل بثيابه على الأرض فيرفعونها عنه، وهكذا..وهذا مايضرّ الطفل ويقوده للكسل والاعتماد على الآخرين.

أعط أولادك حرية اتخاذ قرارهم الشخصي، ولكن انقل لهم تلك المسؤوليات تدريجياً، ولاتتوقع من أولادك تحمّل المسؤوليّات الجديدة فجأة.اشرح لهم ودرّبهم، وشجّعهم، وكن قدوة حسنة لهم.

أ- صور من الواقع:

• ابني لاينهض عندما أوقظه صباحاً:

نادِ عليه مرةً واحدة، أو أعطه ساعةً منبهة ، ودعه يتأخر قليلاً عن المدرسة ويتحمّل مسؤوليته في الصباح.

• ابني لاينظّف أسنانه بانتظام:

أعطه الخيار بين تنظيف الأسنان أو فقدان الحلوى إن لم ينظّف أسنانه، وسيتحمّل مسؤولية نظافة أسنانه.

• ابنتي تهمل ماعليها من واجباتٍ منزلّية:

اتّفِقوا جميعاً على توزيع أعمال المنزل ، وأفضل النتائج تكون عندما يعاني الأولاد جميعاً من التقصير (تأخّر الغداء مثلاً إذا لم تُنظّف الصحون).

نلتقي الأسبوع المقبل إن شاء الله مع مزيد من نصائح مؤلّفنا التّربويّة الثمينة. 


مريم سلهب