أكيد أنكم سمعتم باسمي من قبل و برحلتي العجيبة التي دامت مايقرب من ثلاثين عاما،
انتقلت خلالها من الغرب إلى الشرق و من الشمال إلى الجنوب، وأنا أسجل ملاحظاتي و مشاهداتي و ما وقعت عليه عيناي من أوصاف البيئة الطبيعية و التضاريس و الجغرافية البشرية و العادات و التقاليد.
رحلتي الأولى
ولدت في مدينة طنجة في المغرب، كنت في الحادية و العشرين من عمري حين اتخذت قراري الأول بزيارة بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج.
ودعت أهلي و أحبابي و ذهبت وحدي، دخلت أرض الجزائر ولكن أصبت بمرض شديد لكني ظللت مصمما على متابعة الطريق، إلى ان وصلت تونس حيث وجدت ركب الحجاج متهيئا للسفر فانضممت اليهم، ثم تابعنا طريقنا إلى ليبيا فصحبنا مئة من الفرسان لحمايتنا من اللصوص حتى بلغنا ميناء الاسكندرية في مصر،
فقمت بجولة استطلاعية في مدن الدلتا لأتعرف عليها مدينة مدينة إلى أن وصلت إلى القاهرة التي كانت تبهر العين باتساعها و حضارتها و كثافة السكان فيها.
ثم توجهت إلى البحر الأحمر قاصدا مدينة (جدة) لكن تفاجأت بعصابات اللصوص قد قطعت الطريق فرجعت إلى القاهرة و نفسي تحدثني بالسفر إلى الشام ومنها أن أتجه إلى الحجاز.
بلاد الشام
لم تكن الحدود قائمة بين الدول الإسلامية آنذاك، ولم يكن المرء بحاجة إلى جواز سفر يحمله معه للتنقل من بلد إلى بلد، و لذلك انطلقت إلى فلسطين، فزرعت بيت المقدس، ثم مررت
بالأردن و لبنان، حتى وصلت إلى مدينة دمشق، فطفت في أرجائها، و وقفت مذهولا أمام الجامع الأموي فيها، فرأيته أعظم مساجد الدنيا و أتقنها صناعة، ولفت نظري سمو العواطف الانسانية و المشاعر الخيرة عند أهلها.
ثم تابعت زيارتي للمدن السورية، فوصلت مدينة حلب، ثم عدت إلى دمشق لأجد الركب الحجازي في انتظاري متأهبا للسفر و متابعة رحلة الحج.
وهكذا تحققت أمنيتي في الحج و أداء الفريضة، و زُرت مدينة رسول الله صل الله عليه و سلم ثم توجهت إلى مكة المكرمة بفضل من الله و كرم
لتعرفوا من أنا؟ و لتعرفوا بقية قصتي و المزيد عن رحلاتي و مغامراتي..