1/12/2016

كيف تربي أبناءك في هذا الزمان ( ١٤ )



       كتاب : كيف تربي أبناءك في هذا الزمان
               للدكتور حسان شمسي باشا
                             ( التلخيص 14)

( الفصل الرابع : أبنائي يتشاجرون ....ماذا أفعل؟ )

- أسباب تشاجر الإخوة 

الشجار بين الأطفال لايكاد يخلو منه بيت من البيوت ، وكثيراً مايستمتع الإخوة وهم يتشاجرون بعضهم مع بعض ، فهم يتعرفون من خلال تلك المناوشات على إمكاناتهم ونقاط القوة والضعف عندهم ، وهم يجربون نشوة الإثارة والانتصار.

ومن أهم أسباب التشاجر بين الإخوة : الغيرة ، والشعور النقص ، والشعور باضطهاد الكبار ، وانشغال الأبوين عن الأطفال.

كما أن الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات ، وقد يعيّر الأطفال  بعضهم بعضاً بشكل الجسم ، أو قصره، أو ضخامته .... فيتشاجرون ، وكثيراً ما يتشاجر الأطفال لامتلاك بعض اللعب.

وبالطبع فإن تلك المشاجرات تثير أعصاب الأبوين ، اللذين يصابان بالصدمة حين يعجزان عن منع تلك المشاجرات ، حتى إن بعض الآباء يشك في قدرته على التربية ، ويسائل نفسه : كيف لايستطيع تربية أبنائه من دون شجار ولاخصومات؟

وينبغي البدء أولاً بدراسة حالة الطفل الصحية ، فقد يكون سبب سرعة الغضب أو التشاجر اختلالاً في إفرازات الغدة الدرقية، أو سوء تغذية ، أو غيرها من الأسباب.

ماذا أفعل عندما يتشاجر الأولاد في البيت ؟

1- إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذى جسدي، فعليك أن تتدخل فوراً حتى تمنع الخطر المحدق بأن تنادي عليهم أن يتوقفوا عن الشجار فوراً ، وهذا مايحدث في شجار الأولاد عادة ، أما البنات فتميل إلى جولات الصراخ بدلاً من استخدام العضلات.

2- بعد تحقق الهدوء ، حاول أن تقضي وقتاً قصيراً في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة ، رغم أنه من المستحيل في الغالب أن تصل إلى القصة الحقيقية ، ولكن المهم أن تشعرهم أنك محايد وعادل ، وأنكم تسمع لما يجول في صدورهم.

3- إذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال العضلات  في النزاع ، فلا حاجة إلى المسارعة للتدخل وحل النزاع ، فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات ، فهم يتعلمون منها أموراً كثيرة ، ولو حاولت منع الشجار تماماً ، فإنهم سيبحثون عن بديل لتفريغ  تلك الطاقة.
وإذا كنت دائم السيطرة على المواقف ، فهذا يعني : أن العلاقة بينهم غير طبيعية ، ومضبوطة بسلطتك أنت عليهم ، وأنهم سيهجمون على بعضهم عندما تدير ظهرك عنهم ، أو أن تدوم روح العداء بينهم ، والتي لم ينفّس عنها طوال طفولتهم ، وستكون العلاقة بينهم ضعيفة ، حيث يفضّلون الانفصال عن بعضهم في أول فرصة.
أما الأولاد الذين يسمح لهم ببعض الجدال في صغرهم فيصبحون عادة أشد قرباً من بعضهم في كبرهم.

4- تذكر أن الخلاف بين الأولاد ليس كله ضاراً ، وليس بالسوء الذي يبدو للكبار.

5- أوضح لابنائك أنك لست ضد محاولاتهم فضّ الخلاف بانفسهم ، ولكن ضد الضوضاء التي يصلون إليها لفض خلافهم ، وإذا كان الخلاف على لعبة فيمكنك أخذ اللعبة منهم جميعاً ، وأخبرهم أنه يمكن استرجاعها بعد أن يتوصلوا إلى اتفاق ، وقد يحتاج 
الأمر إلى إرسال كل منهم إلى مكان أو غرفة لفترة قصيرة.

6- ربما تكون المشضكلة أعسر ، عندما يكون فارق السن كبيراً بين الأولاد المتنازعين ، ورغم أن الكبير أقوى من الصفغير ، إلا أن الصغير قادر ايضاً على إزعاج الكبير ، وخاصة أنه قد يحتمي بصغره ، وقد يبالغ في ألمه ودموعه.

7- حاول أن لاتنحاز مع أحد الأولاد ضد الآخ ر ، أشعر الكبير أن عليه أن يعطف على أخيه الصغير ، وساعد الصغير على أن يحترم الكبير وأن لايحاول إزعاج الولد الأكبر فينتقم منه.

8- لاتسرع بمعاقبة ( المذنب) ، فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والانتقام ، وقد يقع عقابك على البريء ، فيشك الطرفان في حكمك في المستقبل.

9- لاتقارن الواحد منهم بالآخر فغن ذلك يجعل الولد يشعر بالذنب من نفسه  والغيظ من أخيه ، وغن تكرار هذه المقارنة يجعل الولد يكره التشبه والاقتداء بأخيه  رغم صفاته الحسنة.

10- ولعل من الطرق المناسبة لامتصاص ثورة العراك بين الأطفال تحويل نقمتهم إلى نوع من العمل الإيجابي السليم ، كمساعدة الغير ، أو دعوتهم لمساعدة أمهم ، أو ماشابه .

11- على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة ، فيقلعوا عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه  الأمور أمام البناء.

12- لاتدع ابنك يذوق حلاوة الانتصار ، بتحقيق الرغبة التي انفجر الطفل باكياً من أجلها وغضب. 

ننهي إلى هنا تلخيصنا لهذا الأسبوع و نكمل الأسبوع المقبل ان شاءالله في  فصل : أبنائي يتشاجرون .... ماذا أفعل؟
دمتم بخير.

مريم سلهب