مكتبة ماما
كتاب : كيف تربي أبناءك في هذا الزمان
للدكتور حسان شمسي باشا
( التلخيص 22)
(الفصل الثامن : أساليب العقاب )
تحدثنا أهلنا الأعزاء في الأسبوع الماضي عن أساليب الثواب واليوم سنتحدث ان شاءالله عن أسلوب العقاب .
- العقاب الخاطئ والعقاب الصحيح
من المشاهد اليومية في عدد من البيوت أن الطفل يفعل شيئاً ما ، فينهال عليه الأب ضرباً ، فيهرب الطفل إلى سريره وينام باكياً ، وماتلبث الكوابيس ان تداهمه فيستيقظ صارخاً وتضرب الأم كفاً بكف محاولة تهدئة الطفل ، وهنا يصرخ الأب :" إنه ولد مدلل ، إنك تفسدينه بالاستجابة لكل رغباته " فتقول الأم : " إنك أنت الذي تفسد الولد بالانتقال من الحنان المبالغ فيه إلى القسوة ".
وفي هذا الجو المضطرب يعلن الأب لنفسه : " أنا لا أصلح ان أكون أباً...كيف أربي ابناً وأنا بلاتجربة" ، وترد الأم في نفسها :"أنا جلبت لنفسي الهموم ، كان يكفي أن أنجب ولداً واحداً".
وهكذا تنتقل إلى الطفل رحلات الندم والقلق بين الأبوين ، فيشعر بأنه كائن مزعج فيتمادى بالإزعاج.
والخطأ الأول في مثل تلك التصرفات : إحساس الوالدين بعدم أهليتهما للقيام بمهمة الأب والأم ، فالتربية لاتحتاج إلى نظريات بقدر ماتحتاج إلى الإحساس وتفهم للأمور.
والخطأ الثاني هو : تبادل الاتهامات بين الأب والأم حول أسلوب تربية الابن.
ويصف الإمام الغزالي أسلوباً جميلاً في معالجة الخطأ فيقول :
" وإن خالف في بعض الأحوال ذلك ( أي الخطأ) مرة واحدة فينبغي أن يتغافل عنه ، ولايهتك سره ، ولايكاشفه ، ولايظهر له أن يتصوًر أن يتجاسر على مثله، ولاسيما إذا ستره الصبي واجتهد في إخفائه فإن إظهار ذلك عليه ربما يفيده جسارة حتى لايبالي بالمكاشفة.
فإن عاد ثانية ، فينبغي أن يعاتب سراً ويعظم الأمر فيه ، ويقال له : إياك أن تعود بعد ذلك لمثل هذا. ولاتكثر القول عليه بالعتاب في كل حين ، فإنه يهوّن عليه سماع الملامة ،ور كوب القبائح ، ويسقط وقع الكلام من قلبه.
وينبغي أن يأتي العقاب فور حدوث الذنب ، وأن لايكون من الشدّة بحيث يشعر الطفل بالظلم ،وأن لايجرح كبرياءه.
كما أن العقاب ينبغي ان يتناسب مع العمر ، فليس من العدل معاقبة الطفل في السنتين الأوليين من العمر ، بل إن تقطيب الوجه يكفي في مثل هذه السن.
وقد يعاقب طفل السنة الثالثة بأخذ بعض ألعابه إذا ماأتى بعمل شاذ.
ولايجوز أبداً الضرب على الوجه ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه".
كما لايجوز التعيير والتشهير بالطفل :" ياكذّاب .... يا لص ...الخ".
وأخيراّ إذا ماوقع العقاب للطفل من أحد الأبوين فينبغي على الآخر أن يوافقه ، وإلا فلا فائدة من العقاب ، مع غشعار الطفل أن العقاب ليس للتشفي ولابقصد العقاب ،وإنما لمصلحته.
إلى هنا ننهي تلخيص اليوم.نكمل الأسبوع المقبل ان شاءالله مع "أنواع العقاب "......... دمتم بخير.