5/07/2016

كيف تربي أبناءك في هذا الزمان (٢١)

مكتبة ماما

كتاب : كيف تربي أبناءك في هذا الزمان
للدكتور حسان شمسي باشا
          ( التلخيص21)
          (الفصل الثامن : أساليب الثواب)

نبدأ اليوم أهلنا الكرام فصلاً جديداً من كتابنا التربوي ، وفصلنا لهذا اليوم بعنوان " أساليب الثواب".

1-  أهمية الثواب والعقاب

لعل ّ البعض منّا لايفطن إلى مكافأة ابنه على إحسانه القيام بعمل ما ، وقد تنبّه إلى ذلك سلفنا الصالح ، يروى أن أحد التابعين كان يحث ابنه على طلب الحديث فيقول  : " يابني ّ اطلب الحديث ، فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك مني درهم "، يقول الابن ( ابراهيم بن أدهم ) : " وهكذا طلبت الحديث على هذا النحو".

وهذا صلاح الدين الأيوبي وهو في خضم المعركة يتجول في المعسكر فيجتاز على صغير بين يدي أبيه  ، وهو يقرأ القرآن  ، فاستحسن قراءته ، فقرّ به وجعل له حظاُ من خاص ّ طعامه ، ووقف عليه وعلى أبيه جزءاً من مزرعته.

وقد يختلف الثواب  ، من ابتسامة لطيفة ، إلى كلمة حلوة ، إلى لعبة أو حلوى تهدى للطفل.

- يقول الإمام الغزالي في (الإحياء) :
" ثمّ مهما ظهر من الصبي خلق جميل ، وفعل محمود، فينبغي أن يكرم عليه ، ويجازى عليه بمايفرح به ، وويمدح بين أظهر الناس".

ولاشك أن أسلوب الثواب والعقاب ينبغي أن يكون متوازناً ، فنثني على الطفل حينما يقوم بعمل حسن ، مثلما نؤنبه حينما يسيء التصرف في شأن من الشؤون.
ومن الخطأ الاقتصار على الجوائز المادية فقط لئلا يشب الطفل نفعياً يأخذ مقابل مايفعل، فالمكافاة المعنوية من مدح وثناء أمام الآخرين لها اثر كبير في تشجيع الطفل و تحفيزه. 

• لاتنس الكلمة الطيبة تقولها لطفلك عندما يقوم بعمل طيب حسن ، كلمات خفيفة على اللسان ، ولكن لها لأجمل الوقع في قلب ابنك : " جزاك الله خيراً ، بارك الله فيك ، أحسنت ، شكراً..........الخ".
• امدحه أمام الآخرين إن هو أحسن ، فتقول :" خالد سمع الكلام اليوم وأنا مسرور منه ، لأنه مؤدب".
• إذا أخطأ وعفوت عنه ، فأخبره أنك عفوت عنه بسبب مافعله من شيء طيب قبل ذلك.
• داعبه من حين إلى آخر، فالرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا في ذلك ، فقد روى الطبراني : عن جابر رضي الله عنه  قال : دخلت على النبي " صلى الله عليه وسلم" وهو يمشي على أربع ( أي : على يديه ورجليه ) وعلى ظهره الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يقول :" نعم الجمل جملكما ، ونعم العلان أنتما".
• تذّكر أن من يصب على أولاده وابلا ً كثيفاً من الشتائم والعقوبات يكرهه أولاده في الدنيا ، و ربما تمنوا موته، بل ربما يدعون عليه بعد موته ، فيحرم نفسه من خير كثثير ، وهو إحدى الباقيات الصالحات بعد موت الإنسان ألا وهي : " ولد صالح يدعو له".
• تذّكر أنه " لاثواب على واجب " ، فإذا قام الطفل بتناول طعامه  ( وهو ضروري ) ، أو نام في الوقت المناسب ، فإنه ينال رضانا فقط ، ولاينبغي أن يقدم إليه الثواب ، أما إذا جاء فأعطى أخته هدية ، أو قدم خدمة لأخيه الأصغر فإنه يستحق منذا الثواب والتهنئة.
• احرص على تقبيل أولادك من حين لآخمر ، ولاتتحرج في ذلك ، فهي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
• ارحم أبناءك ، فلا تبالغ بالعقوبة ، فحبس  الطفل  والاستهزاء به أمام إخوته او اقاربه ، ووخزه بالدبوس ،  وتخويفه وسبّه والإكثار من ضربه وإيذائه ، وتذكيره بأخطائه ، وملاحقته باستمرار عندما يخطئ في شيء.
• شجّعه عندما يسأل وعندما يجيؤب، فذلك يحفزه على الطلاقة والشجاعة ، وإلا سكت وجبن.
• قدّم لأبنائك هدية في المناسبات ولو كانت صغيرة، أو حين تأتي من سفر ، فلا تدخل على بيتك بيد فارغة.
• اعدل بين أبنائك ، فلا تحضر لأحدهم لعبة دون الآخرين ولاتسلم على واحد دون غيره ، فالرسول عليه افضل الصلوات يقول : " سوّوا بين أولادكم في العطية".

إلى هنا ننهي تلخيص اليوم.نلتقي الأسبوع المقبل ان شاءالله.  دمتم بخير.

مريم سلهب