5/04/2016

مذكرات عائلة ٢ (٧)

 مذكرات عائلة 2  . 7 . 

هاد الأسبوع التاني يلي منبقى فيه برا البيت..
كتر العدد ببيت أهل زوجي. 
و الأم و الأب الكبار بالعمر يلي تعودوا على هدوء بيتهم.. لقوه هلأ حاضن عيلتين من أولادهم.. مع خمس أطفال صغار.. 

لعب و مشاجرات و ضجيج ما عم يخلص.. 
بسيطة منتحمل.. كلهم كم يوم و راجعين.. 

بس لحتى خفف ضغط و ضجيج عالبيت شوي.. صرت انزل مع ولادي للحديقة القريبة من البيت..  
القعدة بين الخضرة بتسر النظر و بتصفي القلب.. و الولاد بيلعبو بمساحة أكبر.. 

عالزيارة اليومية للحديقة تعرفت على ست طيبة.. من جيلي.. كثيرة الابتسام.. لما تبتسم بيتسكرو عيونها متل ابتسامة و عيون الأطفال.. ☺

وجهها بشوش.. في بياض بقلبها معكوس على وجهها.. 
عندها صبيين الله يحميهم.. صارو يلعبو مع ولادي.. 
بالأيام الأولى تبتسملي من بعيد.. مع صباح الخير أو مسا الخير.. و بس.. 
بعدين صارت تقعد جنبي عالكرسي.. حكينا و تعارفنا.. 
" مرحبا.. أنا اسمي لينا.. بيتي بالريف.. بس حاليا ساكنة هون عند أهلي.. زوجي بتركيا.. عم يحاول يأمن شغل و نسافر لعنده.. بشتغل حاليا بفريق تطوعي و بعد العصر مداومة كسكرتيرة بأحد العيادات.. "
" و أنا ريحان.. "عرفتها على نفسي.. 

في ناس.. سبحان الله منرتحلهم من اللقاءات الأولى.. و من كلمات الحديث الأولى منحس كأنا منعرفهم من زمان.. و انو ملامحهم قريبة لقلوبنا و مريحة لعيوننا.. 
لينا كانت من هالنوع.. 
حكتلي عن عذابهم بطلعتهم من البيت.. 
حكتلي عن صعوبة التعامل مع الأطفال بهيك ظروف غير طبيعية.. 
حكتلي كمان عن حلاوة العطاء.. و انو هو الشي اللي مساعدها تتماسك بهالأيام الصعبة.. 
كلما تحكيلي عن حدا مخلص و معطاء تحكي بفخر و بفرح.. كأنها عم تحكي عن حدا من ولادها.. و تختم بجملة  " بدي عرفك عليها.. بنت طيبة و فيها خير.." 

بشكر الله تعرفت عليها.. يمكن هية المخففة عني بعدي عن بيتي و وجودي هون.. 

بالمحن.. بتبان المعادن.. 
بتأمل حال الأشخاص حواليي.. 
و بكتشف انو نحنا البشر قديه نظرتنا محدودة و سطحية يمكن.. 
أشخاص من قبل ما كنت بتوقعهم يحملو مسؤولية حالهم لحتى يحملو مسؤولية حدا غيرهم.. 
مع هالشدة.. تبين انهم بيخبو تحت الشخصية الخفيفة المرحة اللاجدية.. شخصية تانية.. قوية.. مخلصة.. متفانية.. 
و بالعكس.. 
أشخاص كنت شوفهم بمكانة عالية.. كلامهم حلو.. كلو شعارات و حكم.. بس عند الفعل.. كانو راكضين ورا مصالحهم بس.
أشخاص كشفو عن معدنهم الرديء.. الرخيص.. اللي ممكن يسيء للناس كلهم.. كرمال يبقى مراعي مصالحه.. . 

أشكال مختلفة من أشكال العطاء شفتها بهالمحنة.. 
الدكتور اللي خصص علاج مجاني لجزء من المرضى المشردين او الفقراء.. 
محلات ألبسة توزع ملابس و أحذية كمان للي محتاج.. 
مطاعم عم توصل وجبات مجانية يوميا لعائلات نازحة.. 

في ناس عم تحاول تعمل الخير بأيييي طريقة.. 
رفيقتي.. يمكن إمكانياتها المادية قليلة.. بس إمكانيات روحها عالية.. 
قالتلي انا بشتري كيس بالونات   و بخلي الولاد اللي بشارعنا يفرحو و يلعبو فيهم.. 

رفيقة تانية بتشتغل بصالون تجميل.. 
كمان بتتبرع بجزء من عملها لبنات ما بيخطرلهم يفكرو يدخلو لصالون تجميل.. 
شو بتعملي؟ 
قص..  سيشوار.. ميكب.. 
صحيح يمكن الميكب يضل ليوم واحد.. او ساعات قليلة.. و قبل النوم هالبنت تمسح هالألوان عن وجهها.. بس بعرف انو لمسة الحب ما بتنمسح من القلب أبدا.. 

رغم كل السواد اللي حوالينا.. في ناس طيبين عم يلونو أيامنا بريشاتهم المبهجة.. بأعمالهم الطيبة.. بكلماتهم أحياناً.. 
وجودهم بالحياة هو التيار القوي المعاكس اللي عم يصد جنون تيار الكره اللي مخبى جوا النفوس المريضة.. 
و عم يخبرنا دائما انو الخير باقي فينا 
و معركتو مع الشر حتى لو اشتدت.. ما بتدوم... 

يتبع...... .. . 
نور الاشقر