يا سلام على يوم الجمعة و لمة يوم الجمعة
عادة منقضيه ببيت أهل زوجي بس اليوم كانو مرتبطين بدعوة لهيك اليوم رح نمضيه عند أهلي..
الشام محظوظة بجو روحاني مالو مثيل بكللل بلاد العالم
أصوات الأذكار قبل أذان الجمعة بيعطي هاليوم بصمة و روحانية خاصة..
بيت أهلي قريب من مسجد الحي..
خلصنا فطورنا و نزلو الرجال للصلاة و هالمرة معهم كرم فرحان بحالو انو صار يصلي و رايح مع أبوه عالمسجد متل الكبار
قعدت مع ماما و اختي و الولاد عالبلكون نشرب الشاي و نستمتع بأصوات المآذن اللي عم تصدح حوالينا..
" حلا عم تعذبني بأكلها يا ماما.. بتاكل لقمتين و بتشبع :/
ما بعرف كيف عم تضل صامدة لآخر النهار مع كمية هالأكل القليلة.. "
ماما جابت شوي من أكل الفطور.. حملتها و قعدتها بحضنها و صارت تطعميها بإيدها و تلاعبها و دلوعة ستها تاكل و تاكل لحتى خلصت الصحن :/
هالصغار بيحبو يخجلونا قدام أهالينا :/
قالتلي" شوفيها كيف أكلت.. بدك تطولي بالك عليها يا ماما و تضحكيها و تصبري شوي لحتى يصير وقت الوجبة وقت متعة.. "
بدأت الناس تطلع من المسجد و غزل قربت من سور البلكون لتحاول تشوف أخوها من بين الجموع..
فجأة..! صارت أصوات الناس تعلى..!
و صار الصوت هتافات منظمة بصوت واحد..
يرتفع و يصير أعلى و أعلى..!!
" الشعب يريد...... "
عبارات خطيرة أول مرة منسمعها ببلدنا..
غزل فكرتها حفلة و صارت تعيد نفس الكلام و تعلي صوتها..!!
بشكل لا إرادي رفعت ايدي بسرعة و ضربتها على تمها لحتى تسكت!!
تطلعت فيي بدهشة و غصت عينها بدمعة لأنها ما عرفت شو سبب هالكف المفاجئ!!
صرخت فيها.. غزل!! هاد الكلام أبدا ما بيصير تحكيه و لو حتى مزح و لا قدام أييي حدا.. فهمتي؟!!
بنظرة مكسورة قالتي " ليه ماما ؟ شو معناها هي الكلمات؟ عيب يعني؟ طيب لو عيب ليش الناس عم يقولوها بالشارع ؟ "
تلبكت.. شو احكي..؟
غزل لا تسألي ليه.. قولي حاضر و بس.. هاد الكلام ممنوع يعني ممنوع.. بدون نقاش..
بعدها احتدت الأمور بالشارع أكتر و بدت الناس تتراكض و قلبنا صار نار..!!
دخلنا لجوا بسرعة و ما صدقت ايمتا انفتح الباب و رجعو الرجال من الصلاة..
غزل لسه زعلانة و حست بالإحراج اني ضربتها قدام ستها و خالتها..
يمكن انا استعجلت..
بس ما كان قدامي خيار تاني :/
عم أسأل بابا و أيمن شوفي.؟ شو صاير برا.. ؟!!
بينط كرم و بيقلي ماما ماما.. الناس عم يركضو بسرعة و يقولو " الشعب يريد...... " !!!
ما خليتو يلحق يكملها هو التاني و سكرت تمو بإيدي بقوة و صرخت فيه.. هي الكلمة أبدا ما بتحكيها.. فهمت!!
أيمن هدّاني شوي و قلي على مهلك.. طفل مو فهمان معناها..
نادى لغزل و اخدهم عالغرفة و قلهم..
" بابا.. في أمور صعب نفسرها الكم..
هلأ أنا لو جبت كتاب من الصف التاسع و حاولت اشرحو الكم رح تقدرو تفهموه. ؟ طبعا لأ..
لأنو طلاب الصف الرابع مثلا عندهم كتب و معلومات على قدهم متل ما عندهم تياب على قدهم ما بيقدرو يلبسو تياب أكبر و لا بيقدرو يفهمو كتب لعمر أكبر..
لهيك بدنا نعمل اتفاق سوا..
هاد الكلام اللي سمعتوه من برا كتير خطير.. و كتير كبير
و لأنكم بتحبونا كتير و منحبكم كتير بدنا نتفق مااا نقووول هالكلام أبدا حتى لو كنا عم نلعب و نمزح..
و إلا بابا رح يزعل كتير كتير و يرجع العصافير اللي اشتريناهم لصاحب المحل.. اتفقنا.؟
حاضر بابا اتفقنا..
يمكن خوفي و عاطفتي خلاني ما عالج الموقف بحكمة متل ما عالجه أيمن..
ما بين قلب الأم.. و حكمة الأب.. مر هالموقف على خير
و الله يستر من اللي جاية..
يتبع..
نور الأشقر
